روائع مختارة | بنك الاستشارات | استشارات ثقافية وفكرية | تعلم العلم الدنيوي لأغراض دنيوية.. هل في ذلك من حرج شرعا؟

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
روائع مختارة
الصفحة الرئيسية > روائع مختارة > بنك الاستشارات > استشارات ثقافية وفكرية > تعلم العلم الدنيوي لأغراض دنيوية.. هل في ذلك من حرج شرعا؟


  تعلم العلم الدنيوي لأغراض دنيوية.. هل في ذلك من حرج شرعا؟
     عدد مرات المشاهدة: 2544        عدد مرات الإرسال: 0

السؤال.. هل تعلم علم الدنيا مثل الطب أو الهندسة من أجل أن يعلو شأني أمام زوجتي وأهلها.

ولكي تتغير نظرة الناس تجاهي، ولكي يفتخر أولادي بي، فيه مخالفة شرعية تصل إلى حد التحريم، مع العلم بأنني حاصل على الثانوية العامة وأعمل بها، ودخلي يكفيني وأولادي؟

الإجابــة.. بسم الله الرحمن الرحيم

الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.

ونسأله – تبارك وتعالى – أن يرفع شأنك وأن يُعلي قدرك وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم، وأن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الرضا به، إنه جواد كريم.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أخي الكريم الفاضل – فإن تعلم الإنسان لعلوم الدنيا كالطب أو الهندسة أو أي علم من العلوم الراقية ليعلو أمام زوجته وأهلها وليستطيع أن يربي أبناءه تربية طيبة، وأن يكون محترمًا بين الناس.

وأن يتفاخر به أبناؤه، هذا كله ليس فيه شيء شرعًا؛ لأن هذه أمور مباحة، والنبي - عليه الصلاة والسلام – يقول: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز)، فالإنسان مطالب على أن يبحث عن الأشياء التي تنفعه في أمر دينه ودنياه حتى في سمعته وكرامته، فهذا كله جائز شرعًا.

ولكن ما المانع أن تجعل النية بدلاً من أن تكون هذه الأمور الدنيوية تجعلها أيضًا أن تتعلم هذه العلوم إعلاءً للإسلام، ورفعة لراية الإسلام، وخدمة للمسلمين، لو أنك أضفت هذه النية لكان خيرًا؛ لأنك الآن حاليًا تطلب شيئًا من أمور الدنيا وهو جائز شرعًا.

ولكنك لم تأخذ عليه أجرًا، إلا أنك بالنية الطيبة الصحيحة تستطيع أن تأخذ على ذلك أجرًا، فأنت الآن تقول: أنا أتعلم هذا لأنفع به المسلمين وأعالج مرضى المسلمين المساكين الذين هم الآن بالملايين خاصة في بلدكم ويحتاجون أحوج ما يكون إلى طبيب مسلم في قلبه رحمة يستطيع أن ينفعهم وأن يصبر عليهم وأن يتحمل ظروفهم.

فلو أضفت النية الشرعية إلى النية الدنيا لكان خيرًا لك، وبذلك تكون قد حققت الحسنيين: أدركت رضا مولاك سبحانه وتعالى، وأخذت أجرًا على طلبك لهذه العلوم.

وفي نفس الوقت أيضًا حققت ما تريد من أمور دنيوية، والشرع حقيقة لا يمنع من ذلك ما دام ليس فيها حقيقة خيلاء ولا تعالي على أحد من عباد الله تعالى.

هذا شريطة أن يكون هذا الكلام في مقدورك، لأنك الآن تعمل ودخلك يكفيك ويكفي زوجتك وأولادك، فأنا لا أدري حقيقة كيف تستطيع أن توفق ما أنت عليه الآن وما بين مثلاً الدراسة في كلية الطب، فهي تحتاج إلى تفرغ كامل وتحتاج إلى مصاريف حقيقة عالية، وكذلك الهندسة.

فإذا كان ذلك ممكنًا بالنسبة لك وظروفك الاجتماعية لن تتأثر ولديك من الدخل ما يكفيك لكي تدرس هذه العلوم دون أن تقصر في النفقة على زوجتك وعيالك فاستعن بالله، ولكن – كما ذكرتُ – اجعل نية خدمة الدين بجوار الدنيا حتى تأخذ الأجرين معًا، وأنا أتمنى لك التوفيق والسداد.

واعلم - أخي الكريم الفاضل – أن النبي - الله عليه وسلم – قال: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير).

فكونك طبيبا أو كونك مهندسا قطعًا لعله أن يكون أفضل من كونك مثلاً مندوب تسويق؛ لأن هذه المهن لها شأنها ولها صقلها، ويترتب عليها نفع عام للناس، فالطبيب والمهندس والمدرس وأمثال هؤلاء لهم خدمات جليلة يقدمونها للناس، خاصة إذا كانوا يحملون حسًا إسلاميًا ويبتغون بذلك رضوان الله والجنة.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأسأله أن يمنَّ عليك بما هو خير لك في دينك ودنياك، وأتمنى أن تصلي صلاة استخارة قبل أن تشرع في هذا المشروع، لعل الله أن يشرح صدرك للذي هو خير.

هذا وبالله التوفيق.

الكاتب: الشيخ / موافي عزب

المصدر: موقع إسلام ويب